كتب صهر راشد الغنوشي، و القيادي بحركة النهضة الهارب بالخارج، رفيق عبد السلام، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ال تدوينة التالية :
نحن ضد كل أشكال التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي لأننا قوة وطنية بامتياز ولدت من رحم الشعب التونسي ومعاناته، وحينما وصفنا ما حدث يوم 25 جويلية بأنه انقلاب لم نستشر في ذلك القوى الخارجية، في الوقت الذي كانت الأطراف المرتبطة بالأجندات الاقليمية والدولية، وبعضها متحالف مع قرطاج، تبارك انقلابه وترقص طربا لدباباته أمام البرلمان ، واذا طالبه الامريكان أو الاوروبيون اليوم باحترام حقوق الإنسان المعايير الدولية في الحكم ووضع الدساتير والانتخابات، فهذا شأنهم ومصالحهم التي تحددها حكوماتهم ومؤسساتهم، ولكن الجميع يعلم أن قيس سعيد هو صناعة خارجية بامتياز،، فلولا دعم القوى الدولية الكارهة للثورات العربية، ولولا إسناد محور الشر العربي بأمواله ومخابراته ما كان له أن ينفذ انقلابه الغادر أو يستمر فيه أصلا.
ليتذكر قيس أنه قبل القيام بغارته الانقلابية بأيام قليلة فقط كان في القاهرة وجلس مع السيسي ثم مع مخابراته لتنسيق عملية الانقلاب. إن مشهد إغلاق قناة الجزيرة وفتح الابواب على مصراعيها أمام سكاي نيوز والحدث ومشتقاتهما من القنوات المضللة يلخص ارتباط سعيد بالمحور المعادي للثورات العربية، كما أنه بإصرار سعيد على الاستفراد بالحكم والتسلط على رقاب التونسيين واستبعاد كل الحلول الوطنية التي اقترحتها القوى المحلية، فإنه يفتح الأبواب أمام كل انواع التدخلات والضغوط الخارجية. فقد باتت تونس في عهد سعيد ملفا " مدولا" بامتياز مثل انقلاب عساكر السودان ومانيمار ومالي وغينيا وغيرها.
قيس سعيد كان يخطب ود القوى الدولية وبحرضها على مكونات من الشعب التونسي تحت الطاولة ويعدها بتحقيق كل مطالبها، بما في ذلك التطبيع مع اسرائيل، بشرط واحد ووحيد هو أن تسمح له هذه القوى بتحويل تونس الى مزرعة خاصة يفعل فيها وبشعبها ما يشاء، ثم يخرج بعد ذلك ليدعي بطولات وهمية في رفض التدخلات الخارجية والدفاع عن السيادة الوطنية التي لم يبق منها شيئا بتسوله حتى لمشتريات الزيت والدقيق والمواد الغذائية الراسية في السفن عرض البحر.
قيس سعيد يتمنى لو بقي ترامب في البيت الأبيض حتى يأخذ صفة " دكتاتورنا المفضل" بجدارة كما وصف ترامب صديقه سيسي مصر ( وصديق سعيد ورفيق دربه) عند لقائه في البيت الأبيض.
الدكتاتوريون العرب يريدون تدخلا دوليا في اتجاه واحد فقط ، السماح لهم بالفتك بشعوبهم وصنع دساتير على مقاسهم وتنظيم الانتخابات والاستفتاءات المزورة، ثم بعد ذلك نيل رسائل الدعم والثناء، بزعم تحقيق الاستقرار والحماية من خطري الهجرة والإرهاب.
السؤال الأهم هنا: إذا كان قيس سعيد ثوري كبير وضد التدخلات الخارجية فلماذا لم يستدع القائمة بأعمال السفارة الأمريكية بنفسه لقصر قرطاج ، ولماذا كلف وزير خارجيته بالأمر ؟
وهل هناك من يصدق أن قيس سعيد أكثر وطنية من منصف المرزوقي والمرحوم الباجي قايد السيسي من قبله؟
Tags:
مقالات رأي